نام کتاب : التفسير الواضح نویسنده : حجازي، محمد محمود جلد : 3 صفحه : 201
لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [1] إنما خلقنا الإنسان من طين لازب لاصق، وهناك بعد بين الإنسان ككائن حي وبين التراب أو الطين، ولا تستبعدوا البعث ولا تنكروه، بل- إضراب انتقالي من أسلوب لأسلوب- عجبت أنت يا محمد من صنع الله وقدرته، وامتلأ قلبك- وكذا قلب كل مؤمن- خشية من الله وهيبة من جلاله! وهم يسخرون منك ومن تعجبك ومما تريهم من الآيات، وقيل: المعنى: إنك عجبت يا محمد من إنكارهم للبعث والتوحيد مع ظهور الآيات ناطقة بهذا وهم يسخرون من الآيات، وإذا ذكروا بآية ووعظوا بها لا يذكرون، وإذا رأوا آية يستسخرون، أى: يبالغون في السخرية، ويقولون: إنه سحر وأمر عجيب خفى علينا سببه، أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما بالية أنبعث؟! أو آباؤنا الأولون الذين ضاعوا في الأرض وغابت آثارهم فيها أيبعثون كذلك؟! قل لهم يا محمد: نعم ستبعثون أنتم وآباؤكم، وأنتم صاغرون أذلاء، وستأتون فرادى كما خلقكم ربكم أول مرة.
إذا كان الأمر كذلك فإنما هي- البعثة المفهومة من السياق العام- زجرة واحدة، وهي النفخة الثانية، فإذا الخلائق كلها مسلمها ومشركها طائعها وعاصيها قيام من مراقدهم أحياء يبصرون كما كانوا في الدنيا يشعرون بكل شيء، وقالوا: يا ويلنا احضر فهذا أوانك! هذا يوم الدين!! هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون، وقد كانوا به يكذبون.